حول
السيرة المهنية الكاملة للأستاذة فينوس سعدون الباوي
ولدت الأستاذة فينوس سعدون الباوي في مدينة بغداد عام 1980، وترعرعت في كنف عائلة عُرفت بسمعتها الطيبة بين الناس، وتميزت بنزاهتها، وبحرصها العميق على مدّ يد العون لكل محتاج. لم تكن هذه القيم التي غرستها عائلتها فيها مجرد شعارات، بل كانت واقعًا معاشًا أثّر بشكل كبير على نشأتها، وشكّل ملامح شخصيتها القوية والمتزنة. عاشت في بيئة عشائرية واجتماعية محافظة تحترم القيم العليا وتقدّر المبادئ الأخلاقية، مما جعلها تنمو بروح راسخة تجمع بين الانضباط، والصدق، والكرم، والإصرار على التغيير الإيجابي.
البدايات والمسيرة الإدارية
منذ سنواتها الأولى في ميدان العمل، أظهرت الأستاذة فينوس قدرة فائقة على التعامل مع المسؤوليات الملقاة على عاتقها. لم تكن تبحث عن الظهور، بل كانت تركز على جودة الأداء وحُسن الإدارة. وقد أهلها هذا النهج لأن تتبوأ منصبًا حساسًا ومهمًا في مؤسسة تُعد من أعمدة البنية التحتية في العراق، وهو منصب مديرة قلم السري في شركة بغداد للكهرباء.
هذا المنصب، الذي يتطلب دقة عالية، وأمانة مطلقة، وقدرة على التعامل مع الملفات السرية والقرارات الإدارية الحساسة، شكّل نقطة تحول مهمة في مسيرتها المهنية. خلال فترة إشغالها لهذا المنصب، أثبتت الأستاذة فينوس أنها على قدر المسؤولية، حيث تفوقت في ضبط إيقاع العمل الداخلي، وتنظيم المهام الإدارية، وتأمين خصوصية المراسلات والوثائق الرسمية التي تمر عبر مكتبها.
لم تكن تُدار الأمور بروتينية جافة كما هو شائع في الكثير من المؤسسات، بل بعين ساهرة، وحرص أمين على متابعة كل تفصيلة صغيرة تتعلق بحقوق الموظفين، وتنظيم شؤونهم، ومراعاة ظروفهم، ما جعلها محل ثقة واحترام ليس فقط من قبل الإدارة العليا، بل من قبل زملائها والعاملين كافة.
القلب النابض للمؤسسة
وما ميّز الأستاذة فينوس عن سواها من الموظفين أنها لم تكتفِ بأداء المهام الموكلة إليها في نطاق المكتب أو خلال ساعات الدوام الرسمية فقط. بل اتخذت من موقعها الإداري منطلقًا للقيام بدور اجتماعي فعّال داخل المؤسسة. كانت دائمًا متاحة، تُنصت للجميع، وتُبادر إلى حل المشكلات، وتوفر النصح، والمشورة، والدعم لكل من يطرق بابها.
لم تكن تُعامل الموظفين كأرقام في ملفات أو مجرد عاملين تحت إدارتها، بل نظرت إليهم كأشخاص يستحقون الاحترام، والعدالة، والرعاية. هذا الحس الإنساني الذي رافق مسيرتها المهنية أكسبها محبة كل من تعامل معها، وجعل منها عنوانًا للثقة، والاحترام، والاحتواء.
من المؤسسة إلى الميدان
ومع مرور الوقت، لم تعد الأستاذة فينوس تكتفي بالمجال الإداري فحسب، بل بدأت تتحرك بخطى ثابتة نحو ساحة أوسع هي الساحة المجتمعية. وهنا تجلّى شغفها الحقيقي، حيث انخرطت في قضايا الناس، ولامست همومهم، وسعت لمساعدتهم بطرق مباشرة وغير مباشرة، دون سعي للظهور الإعلامي أو حصد الأضواء. بل كانت تعمل بصمت وإخلاص.
نشطت في مجالات خدمية وإنسانية متعددة، تتعلق بمتابعة شؤون العائلات المتعففة، ودعم الحالات الصحية الحرجة، والسعي لتوفير فرص العمل أو الدعم للمحتاجين، والعمل مع الكوادر المحلية لحل مشاكل البنية التحتية في المناطق التي تعاني من نقص في الخدمات. لم يكن هناك حيز انساني أو خدمي إلا وكان لاسمها حضور فاعل فيه.
القيم التي تقود رؤيتها
ما يميز الأستاذة فينوس هو وضوح رؤيتها، وانطلاقها من قناعة راسخة مفادها أن خدمة الناس لا تحتاج إلى منصب، بل إلى نية صادقة، وضمير حي، وقرار داخلي أن يكون الإنسان صوتًا لمن لا صوت له، وجسرًا ينقل مطالبهم الحقيقية إلى مواقع القرار.
كانت تؤمن دائمًا أن الصدق في العمل، والتجرد من المصالح الشخصية، والحرص على الكرامة الإنسانية، هي مفاتيح التغيير الحقيقي. ولهذا السبب لم تنجر أبدًا وراء المكاسب السياسية أو الشعبية، بل اختارت أن تكون دائمًا مع الناس لا فوقهم، بينهم لا عنهم، تدافع عن حقوقهم، وتشاركهم آمالهم وآلامهم.
هذه المبادئ كانت الدافع الأساسي لانتقالها لاحقًا إلى ساحة العمل العام بوجه صريح، حيث أصبحت اسمًا يُتداول بإيجابية بين الناس في مختلف المناطق، وأصبحت تمثل صوتًا نسائيًا شريفًا يُحتذى به.
رمز للمرأة العراقية الطموحة
إن ما قامت به الأستاذة فينوس يمثل أنموذجًا للمرأة العراقية التي استطاعت أن توفّق بين الالتزام الأخلاقي، والاحتراف المهني، والمشاركة المجتمعية الفاعلة. فهي ليست مجرد امرأة إدارية أو شخصية عامة، بل تمثل رمزًا للتمكين النسوي المسؤول، الذي لا يستند إلى الشعارات، بل إلى العمل الدؤوب والمبادرات الواقعية.
وقد استطاعت من خلال هذا المسار أن تكسب احترام العشائر، وتقدير المجتمع، وثقة من تعامل معها من مختلف الفئات، وهو ما جعل كثيرين يدعونها للترشح والعمل في مواقع تمثيلية أعلى، استنادًا إلى ما قدمته لا إلى وعود جوفاء.
الجاهزية لمرحلة جديدة
اليوم، بعد هذه المسيرة الطويلة والغنية، تستعد الأستاذة فينوس لخوض تجربة العمل النيابي أو التمثيلي بخلفية خدمية قوية، ونظرة شاملة، ووعي عميق بالتحديات التي تواجه الناس، وخاصة النساء والشباب والعائلات ذات الدخل المحدود. وهي لا ترى هذا الاستحقاق بوصفه غاية، بل وسيلة لإيصال صوت المواطن الحقيقي إلى مواقع القرار.
العدالة الاجتماعية، الإصلاح الإداري، كرامة الإنسان، تمكين المرأة، دعم التعليم، وتحسين الخدمات الأساسية، كلها عناوين تشكل جوهر مشروعها الوطني، الذي لا يقوم على الوعود، بل على الرصيد الحقيقي من العمل والالتزام والشفافية.
الأستاذة فينوس سعدون الباوي، لم تكتفِ بأن تكون موظفة ناجحة، أو ناشطة مجتمعية فعّالة، بل اختارت أن تكون إنسانة أولًا، تحمل في قلبها هموم الناس، وفي يدها أدوات التغيير، وفي رؤيتها أملٌ لمستقبل أفضل.
تمضي بثقة، وخطى ثابتة، وقيم راسخة، لأنها تعلم جيدًا أن الوطن لا يُبنى بالشعارات، بل بالعقول النزيهة، والقلوب النظيفة، والسواعد المتجردة من الأنانية.